يبدو أن إدارة الأهلي الجديدة وصناع القرار في النادي قد استفادوا من الدورس التي قادت فريقهم للفوز ببطولتي كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل من أمام الاتحاد في الموسم قبل الماضي على يد المدرب الأوروبي الصربي نيبوشا وبمشاركة المدافع التونسي خالد بدرة وكرروا نفس التجربتين في بداية استعدادهم المبكر للموسم المقبل من خلال الخروج من جلباب المدرسة التدريبية البرازيلية والتعاقد مع مدرب بلغاري .. وكذلك مدافع جزائري هو عادل معيزة الذي انخرط في تدريبات الفريق مساء أمس الأول في صفقة وصفها البعض بالناجحة بكل المقاييس خاصة وأن معيزة أحد المدافعين البارزين في وفاق سطيف الفريق الذي فرض سيطرته على بطولة الأندية العربية الأخيرة.
الاستعداد الأهلاوي المبكر الذي حرص عليه وخطط له رئيس أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز خاصة وأن الأهلي تنتظره مشاركة خليجية في منتصف شهر أغسطس المقبل تتمثل في استضافته لمجموعته الخليجية التي ستجرى قرعتها يوم غد السبت في البحرين.. وقبل ذلك الاجتماعات الشرفية التي قادها الأمير خالد لاختيار إدارة جديدة بطريقة الانتخابات والتصويت حتى لا يتعرض النادي وفرقه لفراغ إداري بعد استقالة المرزوقي.
ولأن الكثيرين اعتبروا أن إدارة العنقري هي إدارة محظوظة بوجود شخصية لها خبرة طويلة تقف على رأس الهرم الشرفي الأهلاوي وهي شخصية الأمير خالد بن عبدالله فإنهم محقون في ذلك فالأمير خالد حتى خلال تواجده في إجازته الصيفية في النمسا لم تنقطع اتصالاته ومتابعته لشؤون النادي وتابع بنفسه خطوات التعاقد مع المدرب البلغاري الجديد مالدينوف بعد اعتذار مواطنه استالوف بسبب ظروفه العائلية.
وفي ظل الضغط الزمني على إدارة الأهلي المطالبة بمسابقة الوقت والزمن وانهاء التعاقدات مع لاعب وسط ومهاجم أجنبي نجحت الإدارة الأهلاوية في ضم لاعبين من نادي الأنصار وهما كرم برناوي ومحمود معاذ وكانت نجومية مالك معاذ الذي قدمه الأهلي للأضواء وللكرة السعودية شجعت الأهلاويين على تكرار التجربة مع لاعبين من الأنصار أيضاً وهما الصفقتان اللتان كلفتا الأهلي 7 ملايين ريال تقريباً.
وكان الأمير خالد بن عبدالله السباق في انهاء أول صفقة أهلاوية بإعادة الحارس المتميز منصور النجعي إلى صفوف الأهلي من جديد بعد تألقه ونجاحه مع فريق الحزم بنظام الإعارة في الموسم الماضي .. ولاشك أن وجود حارس كبير في إمكانيات النجعي سيكون حافزا كبيرا للحارس ياسر المسيليم من أجل إيجاد المنافسة على مركز الحراسة الأهلاوية.
وظهرت خبرة الأمير خالد الفاحصة في التكفل بعلاج لاعب الوسط تيسير الجاسم في ألمانيا على يد طبيب متخصص وإذا ما كان الجاسم جاهزاً للمشاركة في التصفيات الخليجية فإن هذا سيكون دعماً كبيراً لوسط الأهلي الهجومي.
ولعل العقد الاستثماري المتميز الذي وقعه الأهلي مع الاتصالات السعودية سيدفع بالإدارة للمزيد من التعاقدات وحل معظم المشاكل المالية خاصة وأن هناك تنظيما إداريا محكما في طريقة المصاريف وتوزيعها على جميع الألعاب وإن كانت كرة القدم ستحظى بنصيب الأسد على اعتبار أنها الأهم وسر شعبية الأندية.
ومن المنتظر أن يصل طاقم التدريب البغاري إلى جدة في منتصف الأسبوع المقبل وبعدها سيعلن البرنامج الإعدادي الذي سيشمل مباريات ودية متنوعة والتي أشار لها المشرف على الكرة عبيد ملحان والذي أوضح أن قائمة المنسقين والمعروضين على الانتقال ستحدد من قبل المدرب البلغاري الجديد والذي سيواجه أول مشكلة فنية تتمثل في غياب لاعبي الفريق الدوليين مالك معاذ ومعتز الموسى ومنصور النجعي والجحدلي .. إلا أن التعاقدات مع أجانب متميزين في مستوى صفقة الجزائري معيزة قد تعوض النقص.
ومن حق جماهير الأهلي أن تترقب أول ظهور لفريقها في تصفيات الخليج وهي أول مشوار الفريق في الموسم المقبل قبل خوض الدوري وغماره بعد نهاية موسم أهلاوي مأساوي وحزين في العام الماضي خرج منه الأهلي بخفي حنين.. وفي كل الأحوال لن يكون الأهلي في الموسم المقبل أسوأ من سابقه حتى عند أكبر المتشائمين في المدرجات الأهلاوية.
ولعل من أبرز النقاط التي حرص عليها الأمير خالد من أجل لم الشمل الأهلاوي وجمع الأوراق المبعثرة حرصه على ترتيب البيت من الداخل ومن الخارج فكان أول توجيه له للإدارة الجديدة بزيارة أعضاء شرف النادي المؤثرين فكانت زيارة الإدارة الجديدة لكل من الأمير محمد العبدالله الفيصل والأمير عبدالله بن فيصل بن تركي في منزليهما محل تقدير جميع الأهلاويين الذين استبشروا بعودة الود والحب الذي طالما ما قاد الأهلي للانتصارات .. وهي نفس الجماهير التي عانت كثيراً من الخلافات الشرفية والتي كثيراً ما كان الفريق الكروي وقوداً لها.